Thursday, July 31, 2008

آهات على ضفاف نهر جاف


آهات على ضفاف نهر جاف


احمد غشمري




انا في الجزيرة استميحت محارمي


و قضى على نحري زمان أعسر.


بقى الفؤاد على الوتيرة نفسها


و دمي يعطّر بالثرى و يجملًّ.


سمحوا لدمعي بانهمال ما روى


جفني .. و ماء الموت انقى واطهر.


انا من قبيلة ايوب... آهِ، حسرتي!


و من لي على وجة البسيطة أصبر.


عشت المنايا و المفازع كلها


و بدا يحملّني الزمان و يثقل.


ان كنت كافل موتي لا تمت بيتا


قد راح ينعق باليالي و يزأر.


تمشي على رأسي جيوش بأسرها


و ما ضرني غير انتفاض لمحضري.


يا صاح ان كنت انتقصت مكارمي


فدع عنك غلّا بات في القلب يكبر.


انا من انا؟ لا ضير ان كنت جاهلي


لست الذي من خوفه يتقهقر.


لا أدعي الصولات و الجولات..

لا

تحسبن قلبي كان للكبر يحمل.


انا القوي لنذل كان يطعنني


انا الضعيف لرب يثني و يقهر




Sunday, July 27, 2008

قصيدتي إهداء إلى روح يوسف شاهين


إهداء إلى روح العبقري يوسف شاهين الذي علمتني أفلامه ما لم تعلمني إياه الحياة

ربنا يرحمك




يوسف مات


داليا زيادة



ولا كنت اصدق يوم

إن الهرم ينهار

و يتحول فتات


ألم.. ضلام.. وغيوم

ودموع كما الأنهار

بتودع اللي فات


و أنا وسطهم مهموم

همسة قلبي انكسار

صرخة أنيني سكات


الوضع مش مفهوم

وسؤال وحيد محتار

معقوله؟ يوسف مات؟



Thursday, July 24, 2008

كريم عامر أخطر من القتلة و المغتصبين

أمس خرج من السجون ما يزيد عن ألف و خمسمائمة مواطن مصري كانوا يقضون عقوبة بالسجن في اتهامات تتعلق بالقتل و السرقة و الإغتصاب، مش عارفة ليه كنت متخيلة إن كريم عامر هيكون من بين الذين سيتم العفو عنهم في ذكرى الثورة المجيدة، لكن مر اليوم دون أن أسمع أي خبر عن كريم أو حتى مجرد بصيص أمل في الإفراج عنه

لدرجة إن ماما لما حكيت لها، قالت لي أكيد إن شاء الله كريم له الأولوية يعني هما لما بيفرجوا عن المساجين في مثل هذه المناسبات بيفرجوا عن الناس اللي متهمين بحاجات بسيطة زي كريم و خروجهم مش هيكون خطر على المجتمع

لكن حتى ماما طلعت زيي فاهمة الأمور غلط و فاهمة إن كريم جريمته بسيطة

يظهر و الله أعلم إن جريمة كريم - الشاب الصغير اللي ما عملش حاجة غير أنه كتب على الأنترنت عن الأفكار اللي بتدور في عقله - أكبر من القتل و السرقة و الإغتصاب

بجد زعلانة و محبطة جدا و مش عارفة أقول أيه

Sunday, July 20, 2008

مساء زهيد - محمد القدوسي


مساء زهيد

محمد القدوسي

خلال الشوارع كان

وتمرق عيناه منه

فلا يحتويه المكان

كما علمته الأقاحي

يكرر شيخوخة المفردات

على قلبه

مساء زهيد

......

خلال مساءٍ زهيدٍ رآها

وعند تبادل قلب بذكرى تعثر فيها

أنا موجةُ شاردة

فقال وضيعني النهرُ

منذ سنين يضيعني النهرُ

والموت حمضٌ

يذيب الصياغة و الأسئلة

أضاف

وجاء من الضحكات

يراهن أن فتاة تحب الزهور

وأن الطيور

تعلمت العشق من عاشقين

جميلين منذ الأزل

على رسله كان يلقي الكلام

على مهلها لو تصوغ الجمل

تراه على ظل لؤلؤة لا تغيب

إذا ضيعته البنايات كانت تعود إليه

لتعتب في لحظة مثقلة

وتعبس وهي تداويه من نزفها المستمر

.......

مساء زهيد

وبرد يديها حوار

حييا يعود إليها

يسيّج في كل زاوية وردة مهملة

وعند اختلاف التفاصيل.. كانت

تواصل بؤس الشرود

لتنسى أنوثتها العاجلة

فقد طرزته على ركبتيها وشاحا

وندت بغيم السواحل أطراف عينيه

باحت بما لم تكنه

وما لم يجده لديها

.....

مساء زهيد

وعيناه تلمسها

ثم ترتد عجلى و خجلى

أيحملها في جميع الفصول

وتقذفه كالحصى في الجداول؟

أتنساه.. حتى خواتيم قلبه؟

على كل حال رأته يحاول

فما رغبته سوى شفتيها – كلاماً –

وما ناولته سوى بردها المستمر

وكان الذي عرفته

غريبا على قطرات المطر

شحيحا كحبات رمانة ذابلة

نحيلا على واجهات الحوانيت

يمضي بلا أي معنى

أفي الشرفات مكان..

يراقب فيه الهواء ويسلو؟

أفي الشرفات؟ تذكّر

مازال في العمر متسع للبكاء

ومازال بين رماد التسكع

متسع لوجوه الشتاء

ومازال يقبل أن يتكرر هذا المساء

وكان نحيلا يمر

يحاول أن يفصل الذكريات عن الذكريات

يحاول أن يوجز المفردات

فقد شردته طيورا على صدرها

رمت سندياناً على رئتيه وقالت:

مساء زهيد