Friday, November 23, 2007

النيل، الأطرش ، و باتشينو و حالة خرافية من السعادة





ثلاثة أشياء أحببتها كما لم أحب شيئا قط: نهر النيل، موسيقى فريد الأطرش، و أداء آل باتشينو التمثيلي. كل منهم يمنحني إحساسا لا يقاوم بالسعادة، و دفعة قوية لمواصلة الحياة مهما اجتمعت بها من عقبات و هموم، فطلة واحدة على نهر النيل، أو سماع أغنية واحدة من ألحان أو غناء فريد الأطرش، أو الغوص في مشهد تمثيلي واحد من إبداع آل باتشينو هو بالنسبة لي كل ما تحتاجه روحي لتتطهر و كل ما يحتاجه قلبي ليعرف معنى السعادة... إلا أني ما زلت أتطلع إلى درجة أعلى من درجات السعادة تحقيقها ليس مستحيلا، لكنه صعب و ربما يعتبره البعض جنون.. فكلما تركت لخيالي العنان، أجدني في مشهد خرافي كهذا: في ليلة من ليالي الشتاء الملبدة بالغيوم، بعيدا في أحضان النيل يوجد بيت زجاجي هو بيتي الصغير.. يطفو على وجه الماء، عندما تقترب منه تسمع صوت فريد الأطرش يشدو برائعته: "أضنيتني بالهجر" و بداخله أجلس أنا في يدي كوبا من الشاي الساخن و أمامي التليفزيون، أشاهد آل باتشينو في مشهد رقصة التانجو الشهير في فيلم "عطر إمرأة"... و استسلم بلا أدنى مقاومة للسعادة التي لم يعرفها غيري، فيا ترى هل سيتحقق الحلم يوما؟


Wednesday, November 21, 2007

أكم يا ليل ترويني - قصيدة من داليا زيادة




أكم ياليل ترويني؟

داليا زيادة

يا ليل .. لي عين

دوبها طول السهر

يا ليل .. لي خل

غاب عني غاب القمر

يا ليل .. لي قلب

من حر شوقه انفطر

----------

يا ليل .. لي عين

عشقت بحكم السحر

يوم شافت المحبوب

طل و كأنه البدر

تيم بحسنه قلوب

و منين أجيب الصبر

عقلي معاه مسلوب

و قلبي راح في الأسر

----------

يا ليل .. لي خل

بين الخلايق نور

الغالي يرخص له

و عشق قلبي بحور

علمني أخلص له

مهما زماني يدور

في البعد تعطش له

روحي كأرض البور

-----------

يا ليل .. لي قلب

حاير في لغز القدر

ما بين لقا و وداع

حلمه دبل و أنكسر

لما حبيبه ضاع

على الفراق ما صبر

آهٍ من الأوجاع

ما يحتملها بشر

----------

يا ليل .. يا ليل

إرحم بكى عيني

يا ليل .. يا ليل

داوي جوا حنيني

يا ليل .. يا ليل

أكم يا ليل ترويني!

Sunday, November 04, 2007

وليد راشد - متسكعا في شوارع اسطنبول




متسكعا في شوارع اسطنبول

وليـــد راشـــد

waleedrashed83@yahoo.com

حتى وإن كانت هوايتي قديما ان أمشي متسكعا في شوارع وحواري المحروسة وأن أعيش احلى اللحظات مع مصر القديمة وأن أقضي ليلي ما بين ميدان رمسيس وميدان التحرير

إلا ان المشي متسكعا في شوارع اسطنبول كان شيئا اخر....فكل قطعه من مباني اسطنبول تفوح منها رائحة التاريخ وكل نظرة منك على مضيق البسفور هي دربا من الخيال وكل ركن من أركانها له قصة مابين الدولة العثمانية العتيقه والدولة الحديثة التي أسسها أتاتورك وتبقى أسطنبول في النهاية تحفه معمارية في أعتقادي يصعب تكرارها في بلد اخر........

ابدأ القصة من معنى اسطنبول لغويا اصل الكلمة كان (اسلام بول) و(بول) في اللغه التركية تعني الكل فكان المقصد من المعنى ان الكل مسلم أو بمعنى انها اسلامية الهوى والطباع والى ان تدرجت (اسلام بول ) بين ألسنة الناس الى ان وصلت الى (اسطنبول) حاليا

عليك وأنت في اسطنبول أن تجعل دائما ألة تصويرك في وضع الأستعداد وأن تشحن البطاريات وتستعد بكل ما أوتيت من أجهزة لتسجيل ما تقع علية عينك وأن تجعل الورقه والقلم رفيقين لتسجل ملاحظاتك فهي كثيرة ولا نهائية..........

وبين مساجد تركيا العتيدة والكثيرة جدا أكثر مما توقعت وأركانها قصص شاهدة على حلقات ودروس العلماء أيام الدولة العثمانية .......

الكل هنا في اسطنبول يدرس ويتعلم وكل مسجد هو مدرسة والجامعات هنا كثيرة والغريب أنها بلا أسوار تحيطها أو عربات أمن مركزي تحميها من طلابها

فبلا أي شك تلك الوقائع التي نعيشها في مصر هي إحدى نوادر التاريخ ويستحيل أن تتكرر

الكل هنا في اسطنبول يعيش الحرية بمعني الكلمة حرية وحرية العقيده والأقوى حرية كيفية تنفيذ العقيده التي يؤمن بها..... صادفتني الأمر أن أكون شاهدا على حادثين هامين جدا

أولهما عندما أصدرت احدى اللجان التابعه للكونجرس الأمريكي قرار بحق الارمن ويمثل إدانه للدولة التركية

وثانيهما عندما خرج الأكراد الأتراك وهم يمثلون ما بين 20 الى 30% من سكان تركيا للتنديد بقرار حكومة تركيا بقذف زويهم وعائلتهم جوا في شمال العراق

خرجت المظاهرات في كلا الموقفين بلا تصاريح أمنية وخرجت المظاهرات بلا عربات أمن مركزي مصفحة تتبعها أوتحيطها وبلا قيادات أمنية أنتفضت من مكاتبها بحجة أنها أمن قومي والأغرب انه لم تتواجد ضباط من الأمن ما بين المتظاهرين لتسجيل أسماء المتظاهرين

يجذب إنتباهك وأنت في اسطنبول أن العلم التركي في كل مكان وكلما تحولت بنظرك يمينا او يسارا تراة موجودا فلا صوت يعلو فوق وجوده.......أسألك هل تملك علم مصر ولو حتى في بيتك؟؟؟ ولماذا لا نهتم بحملة ؟؟ الشعور بالإنتماء لتركيا العلمانية الحديثه من الشعب التركي إحساس يطاردك في كل مكان .

تركيا كبلد سياحي في رأيي يملك الكثير من المقومات ستجعله في مقدمة الواجهات العالمية التي يقصدها الراغبين في قضاء العطلات السياحية........إلا ان تلك المقومات لم تكتمل ومازالت تحتاج إلى تنظيم حكومي .......إلا أنها على الطريق وستصل يوما ما.

تركيا وعلى الرغم من كونها دولة أوربية إلا أنها وإلى الآن لم تنضم للإتحاد الأوربي منذ تأسيس الإتحاد عام 1993 إلا أنها حصلت على صفة دولة مرشحة للإنضمام عام 1999 وبدأت المفاوضات الرسمية للإنضمام عام 2004 ........الصوت الرافض لهذا الإنضمام داخل الإتحاد الأوربي هو الأعلى من ذاك الصوت االمؤيد لفكرة إنضمام تركيا .......في رأيي أن تركيا ستفرض على الأوربيين إنضمامها للإتحاد بتقدمها الإقتصادي وبتفوقها العسكري.......وسيأتي يوما وهي داخل الإتحاد الأوربي رغما عن رغبة الأوربيين.

اللغه هنا أكثر صعوبة واجهتني فلا أحد يعرف الإنجليزية أو العربية إلا بعض الحروف وليست الكلمات الكاملة.....وهذة أولى الخطوات أراها هامة جدا للتصحيح على طريق الإنضمام للإتحاد الأوربي وجزء هام جدا في تلك المقومات الخاصة بالسياحه والتي ذكرت أنها مازالت تنقص تركيا

الجميع هنا - إلا أقل القليل - لا يعرف أي معلومات عن مصر ولا حتى إسم رئيسها ....البعض يعرف فقط الأهرامات والقاهرة ...هكذا هي مصر في عيون الأتراك.......ويبقى (أحمد حسن) لاعب كرة القدم المصري والاعب السابق لأحد أكبر أندية أسطنبول (بشكتاش) هو لمصري الأشهر على الإطلاق ....وعندما تعرف نفسك على أنك مصري فالجميع هنا يذكرك بإسم (أحمد حسن).....إلا أن اللافت لنظري جدا أنه عندما أعرف نظري على إني مصري وأقولها باللغة الإنجليزية ((Egyptian إلا أنهم كانوا يردون لي الكلمة باللغه العربية (مصري)

في النهاية وأنا هنا في أسطنبول تذكرت ذاك الحوار الأكثر من رائع الذي كنبة وحيد حامد في فيلم (عمارة يعقوبيان) على لسان بطل القصة (ذكي باشا) وكان يبرر سبب عودتة من باريس التي تربى وعاش فيها انة ليس بالنصيب وإنما قال( البلد دي –يقصد مصر- كانت أحسن من باريس ...والموضه كانت بتنزل هنا قبل باريس والشوارع كانت نضيفه وزي الفل بتتغسل كل يوموالمحلات كانت فخمة والناس كانوا مؤدبين)........وفجأة يعلو صوتة معترضا على إن الناس بتبص علية وهو يقول راية (الناس تبص علينا لية يبصوا على البلد اللي باظت يبصوا على العمارات اللي كانت أحسن من عمارات أوربا دلوقتي بقت مزابل من فوق ومن تحت مسخ......أحنا في زمن المسخ