Friday, January 05, 2007

سلسلة مقالات وليد راشد - 2 المواطنة




أنا سعيدة جدا بردود الأفعال الطيبة و المشجعة على المقال الأول للصديق و الأخ العزيز وليد راشد, و كما أتفقنا ها أنا في ليلة السبت بالأسبوع الجديد أقم لكم مقال وليد الثاني, و هو بعنوان المواطنة, و كالعادة بانتظار تعليقاتكم و انتقاداتكم




المواطنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
بقلم / وليد راشد

waleedrashed83@hotmail.com




ولأن الحال في مصر( أصبح كله بيكلم نفسه) والأحداث تتلاحق سريعا ....فما بالك إذا كان الحدث هذه المرة تعديل 34 ماده من الدستور دفعه واحده! ليس هذا فقط وإنما تعديل يتم على هذه الشاكلة تحديدا! فإن لم يكن الكلام حينها فمتى يكون الكلام إذن؟ والكلام كثير عن كل المواد فجميعها يستوقفك وكلها وقفات تحتاج منك إلى مقالات .... وجميعها لا يتركك دون أن يطرح عليك الأسئلة ... لكني فقط اخترت أن أتحدث الآن عن (المواطنة) ولعلكم تساعدوني في فهم شيء


وأنا أقرأ المواد المطروح تعديلها على مجلس الشعب قرأت تلك الكلمات لكنني استشعرتها خارجه من حاجب المحكمة تماما وكأنة يقول بصوته الجأش القوي: "محكمة" و يتلو هذا البيان عيانا بيانا في الشعب (قررنا إضافة فقرة ثالثة للمادة الخامسة من الدستور ... فلا يصح في دولة يتيه تاريخها بوحدتها الوطنية‏ و تفخر علي مر العصور بتماسك شعبها وصلابة بنيانها‏ أن تتوزع مصالحها ومناهج العمل السياسي والوطني فيها إلا علي أساس المواطنة وحدها دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو الأصل) إذن إنهم يتحدثون عن أساس المعاملة في هذا البلد .. فالأساس أننا جميعا أمام القانون مواطنين مصرين متساوين في الحقوق والواجبات




قلت في نفسي (افرحي يا بهية) لكنها قفزت سريعا إلى ذهني كلمات أحمد فؤاد نجم تلك التي قالها سنة 1976




يعيش أهل بلدي و بينهم مافيش
تعارف يخلى التحالف يعيش
تعيش كل طايفه من التانيه خايفه
و تنزل ستاير بداير وشيش
لكن في الموالد يا شعبي يا خالد
بنتلم صحبه ونهتف يعيش
يعيش أهل بلدي




كلمات قيلت منذ 40 عام تقريبا لكنها مازالت تمثل واقع نعيش فيه من وقتها وإلى الآن فالحال هو الحال




عن أي مواطنه ومساواة يتحدثون ويريدون لها ماده في الدستور؟ هل سمعتم عن مسئول أو وزير مات في حريق قصر الثقافة؟ أو غرق مع العبارة؟ أو قتل في صدام قطارين؟ و لن تسمعوا, فكل من يموتون بهذه الطرق هم فقراء وكادحين هذا البلد, فالإهمال لا يعرف له طريقا إلا مع هؤلاء ... تلك هي المواطنة التي عنها يتحدثون




وعن أي مساواة يتحدثون؟ عن تلك التي يقف أمامها طالب يبحث عن مستقبله في أحد الكليات الحربية أو أحد التابعين للشرطة و يسمونها (كشف هيئة) و هي في الحقيقة كشف إذلال! و يسألونه من أهلك؟ و ما مستواك الاجتماعي و المادي؟ تلك هي المواطنة التي سيجعلون لها مادة في الدستور



يبحثون عن المواطنة التي سمحت لنجل محافظ بور سعيد أن يكون مختلس ومزور ويخرج من النيابة العامة بعد 24 ساعة من القبض علية في حين أن غيره يحبس بالأشهر على ذمة الحبس الاحتياطي لمجرد تضامنه بشكل سلمي مع القضاة مثلا




يطالبون بمادة في الدستور تساوي بين تلميذ لا يجد مجرد مكان نظيف يتلقى فيه تعليمه وأخر في مثل سنه يدفع مصاريف تعليمه بالدولار, نعم إنها حقا مواطنة ستخلق لدى التلميذ الأول منتهى روح الانتماء لوطنه




و أمثلة و أمثلة للمواطنة التي عنها يبحثون فحدث و لا حرج و نادي و أنطلق و عبر و قل عن المواطنة الجديدة بالأمثلة التي لن تنتهي




فكل يبكي على ليلاه .. إلا أن ليل المحروسة يبكي أنينا و وجعا فهو غير أي ليل ... هو ليل يبحث عن صباح لا نعرف متى سيأتي؟ لكن يقينا وحتما سيأتي




و لم أفق مع حدوتة المواطنة إلا على تلك الحدوتة للراحل العظيم عبد الرحيم منصور




مين هو صاحب المسألة
و المشكلة و الحكاية و القلم
رأيت كل شيء و تعبت ع الحقيقة
قابلت في الطريق عيون كتير بريئة
أعرف بشر .. عرفوني؟
لأ .. ما عرفونيش
قبلونى وقبلتهم
بمد إيدي لك طب ليه ما تقبلنيش؟
لا يهمني اسمك لا يهمني عنوانك
لا يهمني لونك, و لا ميلادك .. مكانك
يهمني الإنسان و لو ما لوش عنوان
يا ناس .. يا ناس هي دي الحدوتة






حدوته (المواطنة) ....... عفوا حدوتة مصرية


_______________________________________________




لقراءة المقالات السابقة من وليد راشد أضغط على الروابط التالية